كلمة مباركة من المختار سليمان عبدالله أبو مصطفى (أبو رامي) بمناسبة انطلاق الموقع

صورة

كلمة مباركة من المختار سليمان عبدالله أبو مصطفى (أبو رامي)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

من حسن إسلام المرء تفقد أبناء عائلته، وهذا التفقد تواصل محبة، وقدرات لا يجيدها إلا أصحاب القدر ومنهم إلى الأحبة. فالذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، ومهما بلغت درجات العلم والمعرفة يبقى حضن العائلة الدافئ ضرورة لا غنى عنها، فهو حضن الفطرة.

لا تزيغوا عن هذا الحضن فتهلكوا. مناصبكم ووظائفكم دعوها جانبًا، فهي منفعة شخصية، أما المنفعة الكبرى والأهم فهي خدمة العائلة والسهر على متطلباتها.

اسمحوا لي بأن أقول: هناك أناس تحت الأرض أحياء، وأناس فوق الأرض أموات. قد تُخدع العائلة بالكلام المدهون، ولكن أصحاب العقول النيرة لا تمر عليهم هذه الخدعة، فهم يضعونها تحت المجهر مباشرة.

هنيئًا لمن عمل وسهر وتعب من أجل مصلحة الجميع. لماذا لا نكون جميعًا يدًا واحدة تخدم الصغير والكبير؟ فلنترك التعالي والكبرياء، فهما محرقة قد تكون سببًا في الهلاك.

بالمقابل، هنيئًا لمن جبر خاطر يتيم، أو طالب علم، أو تبنّى أسرة محتاجة، أو أطعم جائعًا، أو أنفق على محتاجين. علينا أن نواكب الأسر الراقية التي تساند بعضها بعضًا، وأن نترك السخرية والاستهزاء، فكلنا أبناء آدم وحواء، ﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾.

أتمنى أن نكون من أهل التقوى والصلاح، وأن يعمل كل فرد فينا من أجل مصلحة الجميع، كما قال تعالى: ﴿ وقُلِ اعْملوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُون ﴾.

لا تقل لي شيئًا… دعني أرى. كل واحد من أبناء العائلة يعمل في الزاوية التي يُحسنها. الميدان يتسع للجميع، وكلهم يخدمون الوطن.

لا تعمل من أجل أن يُقال عنك شجاع، فمن يفعل ذلك يحتاج إلى علم وفهم. الأمر ليس بكثرة الكلام ولا الثرثرة ولا بالكبر ولا بالسن… عملك وفعلك هما ما ينفعك عند الله. لا تعمل من أجل شكر الناس، بل من أجل محبة الله ورسوله.

أتمنى أن نعمل يدًا بيد لبناء صرح العائلة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة: المختار — المشرف التربوي سليمان عبدالله أبو مصطفى (أبو رامي)